الأنسان أجتماعي بطبعة، فهو أذن من الصعب أن يعتزل المجتمع، فالبهجة لا تكون هي ألا في علاقات اجتماعية مضمونها الحب والتقدير المتبادلين، وقد يلجأ البعض الى تقبيح الآخرين وتسفية آرئهم وأظهار تفوقة في النفوذ او المعرفة، ولعل الرغبة في التسلط كمركب نقص قد توجد في شخصية الناقد ، وقد يسبب بالفعل عدم أحترام الآخرين والشعور بالتعالي عليهم ساعة تصحيح أخطائهم او الأشارة الصريحة لها من واقع السلطة او النفوذ
لعل السبب في انهيار العلاقات الأجتماعية وظهور الكثير من المشكلات انما يعود الى الحاجة المفرطة لجذب الأنظار ، الذي هو نوع من الأنانية التي تصيح بداخلنا : " أنظروا لي.... أنني أنسان متفرد ، أن قصتي أكثر تشويقا من قصتك" وهو صوت خفي لا يظهر على الملأ... لكنة جزء بداخلنا يرغب الواحد منا ان يراة الآخرون متفردا عمن سواة ، فنجدة يقاطع الشخص الآخر في حديثة ، او أن يعد الدقائق والثوان حتى يأتي دورة في الحديث ليلفت أنظارالآخرين الية... او انة ينتظر الفرصة السانحة لمسخ الآراء الأخرى ونقدها بأسوأ صورة في سبيل أبراز أقوالة وأفعالة. وهذا سبيل نهايتة ، ولا شك، قطع روابط الصلة وأواصر المحبة
و التكبر: ان يرى الأنسان نفسة فوق غيرة في صفات الكمال، فيحصل فية نفخة ، وهزة من أعتقادة بهذة الفوقية
و التكبر بالمصطلح النفسي الحديث هو " النرجسية" حيث يشتمل مفهوم الذات عند الأنسان النرجسي على اعتقاد راسخ بتفوقة على الآخرين في صفات هامة كالذكاء والجمال وغير ذلك، وهذا النوع من الناس يقنع نفسة انة الأفضل ويبدأ يحتقر الآخرين، وقد يجد المبررات لذلك
من اراد الرفعة فليتواضع للة تعالى، فان العزة لا تقع الا بقدر النزول، الا ترى ان الماء لما نزل الىاصل الشجرة صعد الى اعلاها، فكأن سائلا سألة ما صعد بك هنا-اعني في راس الشجرة- وانت قد نزلت تحت اصلها؟؟ فقال: من تواضع للة رفعة
علينا ان نتواضع للآخرين ، وان ننظر لأنفسنا بأنها اقلها معرفة وثقافة، وان ننظر للناس بأنهم المعلمون والأساتذة ، فأن هذا يقلل من الشعور بالضيق والتذمر من بعض الممارسات التي نقوم بها، فالتواضع والسلام الداخلي للأنسان متلازمان، اما الغطرسة والتكبر واثبات الذات بطريقة سلبية يعتبر عيبا خطيرا ، اذ انها تهدر طاقة كبيرة حينما تذكر أمجادك وتقنع الاخرين بها ، مما يؤثر على المشاعر الأيجابية لديك... ويزيد من تجنب الآخرين لك... فلم لا نترك مدح انفسنا جانبا ونجعلها من مهمات الآخرين، الذين يحبون الشخص المتواضع الذي يشاركهم بقلبة وليس بالأنانية والغطرسة
والأجدر بنا ان نصحح عيوبنا قبل ان نقوم عيوب الآخرين، بدل ان نفخر بآرائنا وافعالنا، ونهز الأرض بكبريائنا وعجرفتنا
يقول " كونفوشيوس": لا تتبرم بالجليد المتراكم على عتبة جارك قبل ان تزيل ما تراكم على عتبة دارك اولا
ويقول بنجامين فرانكلين: سوف لا اتكلم بسوءء عن أحد، بل سأتكلم عن الخير الذي يعرفة كل انسان
ويدكر جالينوس انة لما كان كل انسان يحب نفسة ، خفيت علية معايبة ولم يراهاوان كانت ظاهرة. يبدو ان الأنسان الذي لا يرى عيوبة يبدأ في رحلة البحث عن عيوب الآخرين والوقوف على ذمهم ونقدهم... بدلا من الوقوف على عيوبة ومحاولة اصلاحها
ومن أجمل ما يتعرف بة المرء عند تعاملة مع الآخرين ، فهم ظروفهم الشخصية واستيعاب مشاكلهم والشعور بهم جيدا، فعندما نقوم بذلك نسيطر على الأنانية وحب الذات في داخلنا، ونستبدلة بالشعور الأنساني النبيل الذي يجعل من هذة المشاعر الأنسانية أساسا متينا للعلاقات بين الأفراد بعيدا عن أظهار المصلحة الشخصية والتفوق على الآخرين