mohssin004 عضو
عدد الرسائل : 201 السٌّمعَة : 0 نقاط : 3 تاريخ التسجيل : 26/05/2008
| موضوع: موضوع لعيونك أتمنى أن ينال إعجابك السبت يونيو 07, 2008 7:17 pm | |
| لا حاضر بدون ماضي ما من وجه من وجوه الحاضر إلا ويمكن مقارنته بالماضي، يوم كانت البساطة والطيبة والتعاون والإخاء وحسن الجوار وصلة ذوي القربي من الصفات البارزة في المجتمع، حيث لا يمكن تجاوزها أو الاستهانة بها لأي سبب من الأسباب.. ومع أن التطور يولد الوعي، والوعي يعمق الإحساس بالنبل، ويؤصل القيم السامية، إلا أن التطور له وجهه الآخر، وآثاره التي قد تطمس مع مرور الزمن، تلك المعاني الأصيلة التي يقوم عليها المجتمع المتعاون والمتآزر، الذي يقف صفاً واحداً في وجه التحديات والأزمات وتقلبات الظروف.
ولم تكن ظروف المجتمع، ولا إمكانياته المتواضعة تسمح بالابتعاد عن تلك المعاني الأصيلة يوم كان الفقير والغني يأكلان من نفس الإناء حيث لا وجود للبطر أو التعالي أو التعامل بلغة السيد والمسود، فالكل سواسية في مجتمع متضامن ومتكاتف، بإمكانياته المحدودة، وطموحاته التي لا تجنح لغير الخير، ولا تتحدث إلا بلغته، رغم السقطات التي لا يخلو منها أي مجتمع بشري علي وجه البسيطة.
إن المقارنة بين أوجه الحياة في الماضي والحاضر كثيراً ما تنتهي لمصلحة الحاضر، المتطور والمزدهر.. لكن هذا لا يعني تجاهل حقائق كانت قائمة لا مجال للشك في جدواها كأسس متينة لمجتمع قوي ومتآزر، يوم كان الجار يتوجع لألم الجار، ويوم كان القريب يتأسي لمصاب القريب، ويوم كان المحتاج لا يعدم من يقف إلي جانبه قبل أن يعلن احتياجه.
إن زيف الحضارة وبريقها الأخاذ ليسا مبررين لنسيان تلك القيم الرائعة، وإن إيقاع العصر ليس دافعاً للتخلي عن تلك الصفات الحميدة، التي تميز المجتمع الإسلامي عن غيره من المجتمعات، فاللقاءات الأخوية بين الأصدقاء الذين تجمعهم المحبة في الله، والتعاون الدائم علي البر والتقوي، ومساعدة المحتاجين، وصلة الرحم والبر بالوالدين، وغير ذلك من الصفات الحميدة هي من أولويات المجتمع القوي بإيمانه والقوي باتحاد كلمة أفراده، والقوي بمحافظته علي هويته المميزة،ومهما كان الحاضر جميلاً فذلك لا يبرر أن نلغي تلك القيم من قاموس حياتنا، لأن حياتنا لن تكون جميلة إلا بتلك القيم.
لقد طمس التقليد الأعمي هوية المجتمع أو كاد، وزاحمت الصفات الهزيلة الوافدة.. تلك الصفات الأصيلة التي كانت سائدة في المجتمع، قبل أن يتخلي عنها معظم الناس بحجة التطور ومجاراة روح العصر.. حيث أصبح القريب لا يعرف صلة الرحم، والجار لا يسأل عن جاره، والمحتاج لا يجد من يلبي حاجته، وهكذا تنقلب القيم إلي أضدادها، والمباديء إلي عكسها، وتجد أرضية صالحة وخصبة لنمو السلبيات وانتشارها بين أفراد المجتمع الواحد.
وما هذه سوي بعض المظاهر لللحياة العصرية، وهي ظواهر يجب أن تكون أداة تنبيه وناقوس خطر، لتجنب الانهيار التام للقيم والعادات والتقاليد الأصيلة المنسجمة مع الثوابت والمعتقدات. فالتطور لا يمنع استمرارها، والتقدم لا يحول دون نموها وازدهارها ليعم المجتمع الخير والمحبة وينصرف أبناؤه إلي بناء حاضرهم المشرق ومستقبلهم الأكثر إشراقاً بإذن الله.
فإن كانت للحاضر حسناته البارزة، فإن للماضي حسناته المعروفة، والحكمة تقتضي الانتخاب الأمثل لما لا يتعارض مع الثوابت.. انتخاب الأفضل من الجديد، مع الحفاظ علي الأفضل من القديم، وهذا ما يضم ناستمرار الحياة في نسق متوازن ومستقيم، ودون خلل اجتماعي ينجم عن سوء الاختيار أو سوء التقدير، وما الحضارات التي تحققها الشعوب سوي مزيج من معطيات الماضي ومكتسبات الحاضر، وأي حضارة لا تكون عميقة الجذور وتستقي غذاءها مما تحتويه تربة الماضي من غذاء، يتمثل في موروثها الثقافي، وما حققته للإنسانية من مكاسب علي امتداد حقب التاريخ، فإنها في النهاية إلي زوال، لأنها بلا هوية وبلا إرث حضاري، لذلك كله فإن المقارنة بين الماضي والحاضر لا تعني أن يلغي أحدهما الآخر، لأن الحاضر امتداد للماضي، وإضافة للمستقبل، وبهذا التواصل بين الماضي والحاضر والمستقبل، تبني الشعوب حضارتها وتبني الأمم أمجادها. | |
|
hajarita عضو
عدد الرسائل : 272 العمر : 33 الدولة : بين سطوري واحزاني السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 27/05/2008
| |
mohssin004 عضو
عدد الرسائل : 201 السٌّمعَة : 0 نقاط : 3 تاريخ التسجيل : 26/05/2008
| موضوع: رد: موضوع لعيونك أتمنى أن ينال إعجابك الأحد يونيو 08, 2008 9:44 am | |
| | |
|
صديقة القمر عضو
عدد الرسائل : 199 العمر : 34 الدولة : المغرب السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 08/06/2008
| موضوع: رد: موضوع لعيونك أتمنى أن ينال إعجابك الثلاثاء يونيو 10, 2008 9:06 am | |
| موضوعك اثار اهتمامي واعجابي موضوع رائع. | |
|